ما هو سرّ نجاح الناجحين ؟ وتفوق المتميزين؟ وهل لشخص مثلي أن يصل إلى ما وصلوا إليه؟ هذه الأسئلة وأشباهها قد تكون وردت إلى ذهنك في أوقات سابقة. وأنا لا أعلم إجابتك عنها. لكني سأخبرك أمور تساعدك في أن تكون إجابتك بنعم أستطيع. – إن شاء الله – إنها وقفات أرجو أن تجد فيها سر النجاح, وخريطة الوصول.
السر الأول: الوعي بالذات.
إن ما يحمله الإنسان عن نفسه من تصورات ذهنية تصنع فارقا كبيرا في تحديد مسار حياته, وتحديد استجابته للأحداث من حوله. فمهما كانت قوة الشخص العضلية فائقة فإنه لن يستفيد منها في كثير من أحداث حياته إلا إذا اقتنع بوجودها. ومثل ذلك الخطيب المفوه الذي يمتلك الإبداع والبيان ويمتلك الفصاحة والبلاغة. إن مثل هذا الرجل لا يمكن له أن يُفعِّل هذه الطاقة والقدرة ويستفيد منها إلا إذا اقتنع بوجودها ابتداء. ولذا كان من المهم على الإنسان إن يزيد وعيه بذاته ليعرف مواضع قوته وضعفه.
السر الثاني: الأهداف.
وإن كان الحديث عن الأهداف ليس سرا. ولكن السر يكمن في مدى القناعة بهذه الأهداف ووضوحها في ذهن صاحبها.
فيا له من حكيم من قال
السير إلى غير اتجاه الهدف جهد ووقت ضائعان). ولك أن تتخيل بأنك في الرياض وتريد الوصول إلى مكة المكرمة لكنك لم تفكر أبدا في اتجاه الطريق وأخذت كل ما تحتاجه من أمور السفر ثم سلكت أقرب الطرق إلى بيتك ومضيت في ذلك الطريق مترنما بأعذب العبارات ومستمتعا بجميل المناظر, ثم تكتشف بعد أربع ساعات أو تزيد بأنك وصلت إلى الدمام, أو القصيم, أو أبها. إن سرعتك في هذه الحالة لا تزيدك إلا بعداً عن هدفك.
السر الثالث: التخطيط.
إن معرفة الأهداف دون معرفة طرق الوصول إليها لا يغير من حال صحبها كثيرا لكن الأمر يختلف حين تكون الأهداف واضحة جلية مع طرق الوصول إليها. وكلما صاحب هذا الطريق الإبداع والمرونة كان الوصول أسرع والنتائج أقرب. وما تقدمت الأمم إلا حين نظرت إلى مستقبلها ورسمت خطوات الوصول إليه بإبداع وحسن إدارة.
السر الرابع: التركيز.
التركيز على أمر محدد يعطي صاحبه قوة مذهلة فيما يركز عليه. انظر إلى أشعة الشمس كيف تزداد قوة وتأثيرا حين تجتمع من خلال عدسة مكبرة لتصبح القوة بعد التركيز غير القوة الأولى والتأثير بعد التركيز أبلغ من التأثير الأول. إن أبا هريرة رضي الله عنه لم يُسلم إلا في العام السابع للهجرة ولكنه مع هذا كان أكثر الصحابة رواية للحديث لأنه ركز جهده نحو هدف واحد وهو حفظ سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
السر الخامس: التفكير الإيجابي المتفائل.
لا يمكن لشخص محبط ومحطم يعتقد بعدم قدرته أن يصنع نجاحا مؤثرا, أو أن يقود تغييرا فاعلا …
لكن من يقود التغيير ويصنع النجاح هم المتفائلون المعتقدون بقدرتهم على إحداث التأثير الفعَّال في أنفسهم ومجتمعاتهم. إن التفكير المتفائل المعتمد على رصيد من العمل والجهد والبذل هو الفارق بين من يعيش في الوهم والخيال وبين من يعيش في قيود الإحباط والألم.
السر السادس:العمل والمثابرة.
إن العمل والمثابرة عليه, وطول النفس, والصبر حتى النهاية من الفوارق المهمة بين الناجحين وغيرهم. فكم من شخص بذل وخطط وتفاءل ولكنه لم يكمل المسير ولم يحقق المراد.
ومما يعين عليهما رفع الحماس بتذكُّـر النهايات السعيدة, والنتائج المبهرة التي سيجنيها حين يواصل سيره, ويصبر على عقباته ومعوقاته. إن من يترك ملذاته ورغباته أملا في أن يحقق نتائج أكبر وسعادة أدوم لابد وأن صور النهايات حاضرة في ذهنه وقريبة من قلبه.
هذه أسرار معلنة أضعها أمام أعينكم وأهمس بها في آذانكم لعلها أن تصل إلى عقولكم وقلبكم فتجدوا فيها خيرا.